بدأت الورشة بعرض تعريفي حول نشاطات مؤسسة فنار الثقافية والتي تهدف إلى تنمية مهارات اليافعين والشباب، ذكوراً وإناثاً، بحسب احتياجاتهم لتهييئهم متابعة الدراسة أو العمل.

تناولت الورشة مقدمات تعريفية ومنهجية (شرح منهجي للمصطلحات) والتركيز على إدارة الفهم والإدراك ( استنهاض الذاكرة التاريخية، المخزون العاطفي، نبض الألم الحاضر، النماذج النمطية للقراءة، الصورة البصرية، سردية الديمقراطية حقوق الإنسان، سردية الإرهاب... ) واستخدام القوة العسكرية كفلسفة للتفوق الحضاري وفرض النموذج السياسي وهو يرتكز في العمق على تصور ورؤية ( شرعية التفوق التقني، وشرعية الغلبة والشوكة )

كما تحدث د.مازن عن صناعة الوهم ( الوهم في كثير من الأحيان أكثر إقناعاً من الحقيقة ، ويمتلك قدرة فائقة على رسم خارطة إدراكية تسعف صاحب الوهم في فهم واستيعاب الأحداث وتنسج من معطيات الذاكرة التاريخية ونموذج نمطي  لقراءة الواقع والمخزون العاطفي ونبض الألم الحاضر رواية لها منطقها الجذاب وسحرها الخاص  وتحقق له نقلة نوعية  من عالم الحيرة والاضطراب إلى طمأنينة العقل المستريح وطهارة الموقف وملائكية القصد وشيطنة النقيض  )  

كما سهب في شرح النسق التفسيري والقدرة التفسيرية للظواهر محل الدراسة مبيناً عدة نماذج:

1- النسق القادر على إعادة تركيب الصورة وتفسير معظم مفرداتها  وخيوط ألوانها المتشابكة.

 2- النسق الوجداني والعاطفي الذي يعبرعن المأمول والمرغوب وهو نسق يعبر عن حالة من العجز والفقر المفاهيمي ونضوب المعلومات  فضلاً عن غرامه بالمعلومات المشحونة بالعاطفة.

3- النسق التاريخي الذي يحاول صياغة تفسير مستند إلى قراءة تاريخية قديمة لأحداث تاريخية قديمة يجد صاحب هذا النسق قواسم مشتركة بل يراها تعيد نفسها تماماً.

كما تمت مناقشة طريقة التعامل مع المعلومات حيث هناك المعلومات الناقصة والمعلومات المجتزئة والمعلومات المشوهة والمعلومات المؤدلجة والمعلومات الموجه لطريقة تعاطي معها والمعلومات المشحونة بالعاطفة.

جدير بالذكر أن مؤسسة فنار سوف تستمر في عقد عدة ورشات أخرى حول نماذج القراءة وتفسير نشاة الحركات الإسلامية ودور الصراع التاريخي في نشأتها.