فقد عقدت فنار ندوة حوارية مع مجموعة من المعلمين والمعلمات في مدرسة النور السورية في اسطنبول وذلك يوم الجمعة 8 كانون الثاني بإشراف د. مازن شيخاني مستشار التنمية المجتمعية في المنتدى السوري والباحث في مجال حوار الثقافات وبدأت الندوة بعرض عدد من المحاور التي تسير عليها حملة (دور المعلم في التكوين الفكري) • حيث بين الشيخاني أن دور المعلم في مرحلة الازمات هو دور تاريخي لأنه سيعيد صناعة تاريخ جديد ومستقبل جديد بارز من واقع الحرب والمأساة • والمصاعب التي تواجه المعلم في هذه المرحلة مختلفة عن تلك التي تواجه في حالة الاستقرار • والحالة السورية لها خصوصيتها وتركت آثارها واضحة على كافة الشرائح والتي أهمها شريحة الأطفال التي تتشرب هذه الآثار من الأسرة والمدرسة والشارع والإعلام وتترك لديه جملة من العقد المتراكمة التي يتجلى دور المعلم في فكفكتها ومعالجتها • تشخيص المشكلة ومعرفة السبب هي من أولى التحديات التي تواجه المعلم • المعلم لا يستطيع في حالته الراهنة أن يغير أو أن يحل كل المعضلات لكنه مطالب بما يستطيعه، والخطابات التنظيرية والحديث عن الآلام والآمال لن يحرك في الأمر ساكناً إن لم تتبعه سلسلة من الخطوات العملية. وأشار الشيخاني إلى ان المعلم يستطيع أن يبدأ وفق مهاراته في تشخيص العقد التي صنعتها الأحداث ما بين المكونات المختلفة للشعب السوري، ثم يمهد لبناء تكوين فكري مرتكز على ثقافة الاحتواء والتآلف والتكاتف ونبذ التعصب القومي والتطرف. فإذا كان المعلم لا يملك أدوات تغيير الأحداث السياسية أو العسكرية أو التأثير في الإطار العام للأحداث فإنه قادر على توجيه دفة السفينة التي تقل أطفالاً في مقتبل أعمارهم يبحثون عن السلام والمحبة، ويستطيع أن يقودهم إلى بر الأمان. كما أشار إلى ضرورة التفريق بين النزعة القومية وبين التعصب القومي، فالله تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل ولم يخلقهم قبيلة واحدة لكنه تعالى دعا إلى التعاون على أساس المحبة بين الأقوام المختلفة. ونوه بعض المعلمين أن أولى خطوات الحوار بين المكونات هي معرفة مبادئ الحوار البناء وعدم فرض الرأي من أحد الطرفين، بينما اتفق عدد منهم على أن الجهل بثقافة الآخرين هي السبب وراء تبني مواقف مسبقة والتمسك بها في الحوار لذلك لابد من اجتياز حاجز القطيعة الثقافية والبدء بالدمج الثقافي والتعرف على ثقافة الشخص الذي نحاوره قبل أن نبدأ معه الحوار جدير بالذكر أن مؤسسة فنار كانت قد أطلقت مشروع حوار الثقافات في بداية عام 2014 وأولته أهمية كبيرة وتسعى بشكل مستمر لعقد الندوات والفعاليات التي تقرب وجهات النظر وتعالج القضايا التي تقف عثرة في وجه دفع التآلف بين المكونات إلى الأمام، وترى أن مشروع حوار الثقافات هو الطريق القويم للحفاظ على النسيج الاجتماعي في وطن حر للجميع