لا يجدون الكثير من العطف والحنان أكثر مما تجده القطا في أزقة المطاعم وعلى أرصفة العبور، عوائل كثيرة سكنت في أماكن تطلق عليها مجازاً بيوت، لكنها لا تملك شيئاً من صفات البيوت، أختٌ كريمة استشهد زوجها وترك لها أطفالاً صغاراً لا يزيد أكبرهم سناً عن العاشرة وجدّتهم المسكينة التي طوت ربوع البلاد بسني عمرها عجزت عن قفز خطوة واحدة، وجلست منهكة تجهل نهاية المشوار وتخشاه، تآلفوا جميعاً مع ركن قريب من أحد الجوامع، ثم التقطوا خبز يومهم من هنا وهناك، وعلى حين غرة داهم مرض عضال أكبر الأولاد لتزداد المحنة غصة، ويزداد الألم دماً وتزداد حياتهم دموعاً.
دائماً يد العناية الإلهية تظل الأيتام وترعاهم ولو غمضت عيوننا جميعاً وهنئت بالنوم، الإلهام الإلهي هو الذي يدفع أحد الأشخاص من أصقاع الأرض ليأتي وينقل العائلة من وكرها المفتوح على الشارع بجوار الجامع إلى بيت له جدران وسقف، ويتكفل بدفع الإيجار شهرياً ورعايتهم كما يجب.
في مكان آخر كانت عيون الطفلة تبرق بالفرح وهي تراقب أمراً أبهج أمها المكتئبة أبداً، شعرت بفرح أمها ففرحت، أمر ما غير سياق حياتهم، سوف لن تبكي الأم في آخر كل شهر، سوف لن تسأل أحداً عن دفع الأجرة، سوف لن يتألم أخوها ذو السنوات التسع خجلاً من عجزه عن توفير الأجرة. جاءهم من يحمل عنهم ذاك العبء.
الكثير من العوائل التي مات عنها معيلها تنتظر لمسة حنان، والكثير من العيون البارقة تحلم بدموع الفرح
إيواء اليتامى-شكراً لكل من يساهم في هذا المشروع.